إمارة عجمان انضمت لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالعام 1971، وتعتبر أصغر إمارة موجودة، حيث تمثل 0.3 في المائة، من المساحة الكلية للإمارات، ولكن بدون جزر، وعدد السكان الذين يقطنون بها، حسب آخر إحصائية للسكان بالعام 2017 هو 504.846، وتحتل المركز الرابع في الكثافة السكانية على مستوى دولة الإمارات.
أما بالنسبة لمدينتها فهي أيضًا تحمل نفس الاسم، وهي المقر الحكومي وبها توجد معظم المصالح الحكومية والمؤسسات، وكذلك الشركات الكبرى، والتي تشمل شركات التطوير العقاري أيضًا، والإمارة محاطة بإمارات أخرى، حيث تحدها من الشرق والشمال والجنوب إمارة الشارقة، وتقع مباشرًة بساحل الخليج العربي، وتتبعها منطقتين ملحقتين، هما منطقة مصفوت ومنطقة المنامة، وتلك المنطقتين مناطق زراعية بالكامل.
وقد تمّ تأسيس الإمارة على يد إحدى القبائل التي تسمى النعيم، وكان ذلك في عام 1775، وقد عملت القيادة داخل هذه الإمارة المميزة، على تعزيز النشاط السياحي، لأن بها من المعالم الجمالية الطبيعية، ما يجذب السائحين من كل أنحاء العالم، كما تمّ الاهتمام بمرافق الإمارة والمرافق الأساسية بشكل مبالغ به، لكي تكون على قدر ما تتمتع به من مكانة عالية.
تاريخ إمارة عجمان
ذكرت إحدى الوثائق الخاصة بالإمارات العربية المتحدة، أن إمارة عجمان نشأت بالعام 1775، وكان يسكنها قبيلة النعيم، التي كانت تمتلك عدد من المنازل لعدد من العائلات، فمنها عائلة بومهير، ومجموعة من العائلات الأخرى، وكانوا يعملون في النشاط الأساسي في الإمارة، وهو صيد اللؤلؤ والسمك، فضلًا عن رعاية الأغنام.
وبعد تعرضها للاحتلال من بريطانيا، وعمل مفاوضات كثيرة، وقعت المملكة المتحدة مع حكام وشيوخ عجمان معاهدة، لإطلاق الإمارة كمنطقة مستقلة، وسُميت هذه المعاهدة بمعاهدة سلام دائم، ثُم انسحبت تمامًا بعد ذلك بريطانيا من الإمارة
سبب تسمية إمارة عجمان
أكد مصدر موثوق أن من الخطأ نطق إمارة عجمان بهذا الاسم، بل الأصل هو اسم عيمان، والسبب في إطلاق هذا الاسم يعود إلى أن هناك عدد كبير من الفرس، كانوا يتواجدون داخل الإمارة، وذلك منذ الحروب التي نشبت بين العرب والفرس في نفس المنطقة، كما أن السكان المحليين لدولة الإمارات، لا ينطقون الاسم كما نعرفه، بل يقولون عيمان.
حقائق جغرافية عن إمارة عجمان
سوف نتحدث عن حقائق جغرافية شيقة عن تلك الإمارة المتميزة، وهي كما يلي:
جيولوجيا الإمارة
تتمتع الإمارة بطابع صحراوي، لأنها من السهول الرملية، ويوجد بها شريط ساحلي يصل طوله إلى ستة عشر كيلو متر بشاطئ الخليج العربي، كما تتميز بوجود جبال عالية، غنية بعناصر الكروم والمغنيسيوم.
مناخ إمارة عجمان
يتمتع مناخ الإمارة بالاعتدال طوال السنة، لأن درجات الحرارة تتأثر بوجود جبال، والطابع الصحراوي المداري الجاف، ممّا يجعل أجوائها دائمًا مشمسة، أما بالنسبة لفصل الشتاء فيكون مقتربًا من المناخ شبه استوائي، أي أن مناخها يكون معتدل.
أهم المناطق الموجودة في إمارة عجمان
تتكون الإمارة من مناطق ثلاثة مختلفة ومتباعدة عن بعضهما البعض، ومختلفين أيضًا في القرب من سواحل الخليج العربي والبعد عنهم، فضلًا عن اختلافهم الكلي بالتضاريس، ومن هذه المناطق، ما يلي:
عاصمة الإمارة
مدينة عجمان هي عاصمة الإمارة الأولى، وبها يقع المقر للحكام والمؤسسات المختلفة للحكومة، والمصانع والمصارف.. وغيرها من المصالح الهامة، كما يوجد بها ميناء يطل بشكل مباشر على ساحل الخليج العربي، وبفضل هذا الموقع الاستراتيجي الهام.
تعتبر تلك المنطقة، هي المنطقة التي ساعدت دولة الإمارات العربية في أي إنجاز اقتصادي وتنموي يخص البيئة، وتُعد هذه العاصمة للإمارة، هي المركز الأول للجذب الاستثماري، لأن بها رؤوس أموال تتعدى المليارات، نظرًا لقيام نهضة حضارية قامت عليها، تتجسد في المباني الأنيقة والحديثة، التي استطاعت أن تجمع بين تراث الإمارات والتطور العصري الحالي.
مصفوت
تبتعد عن الإمارة بـ 110 كيلومتر مربع، وتتكون من منطقة مزيرع ومنطقة الصبغة، وتشتهر بأراضيها الخصبة، التي تصلح لزراعة كافة الأنواع من الخضار والفاكهة والنباتات النادرة، كما يوجد بها وديان فسيحة ومناطق خلابة، أما عن مناخها فهو معتدل طوال العام.
وهي من المراكز الأولى الجاذبة للسياحة، نظرًا لاحتوائها على جبال شاهقة، ترضي من يعشق هواية تسلق الجبال، ومن أهم الجبال التي يأتي إليها السائحين جبل ليشن وجبل دفتا، فضلًا عن الجبل الأبيض، بالإضافة إلى وجود وديان عديدة شهيرة وواسعة، مثل وادي الضفدع ووادي الخنفرية ووادي مصفوت.
المنامة
تعتبر هي المنطقة المتوسطة بين إمارة عجمان وإمارة الفجيرة والشارقة، وتتميز بوجود سهل ضخم يمتلئ بالرمال والحصى، وتتمتع تلك المنطقة بالطبيعة الجبلية الغنية، بالأحجار والعناصر الهامة، مثل الكروم والمغنيسيوم، كما تحتوي على وديان كثيرة، يستطيع المرء أن يراها بمياهها العذبة في وسط الجبال، وتشتهر تلك المنطقة أيضًا بالزراعة المتنوعة في مختلف الزراعات.
معالم سياحية في إمارة عجمان
تزدحم الإمارة بالكثير من مناطق الجذب السياحي، والتي تتنوع ما بين المعالم الاثرية والمناطق المتميزة، إلى جانب الشواطئ الساحرة، التي يأتي إليها السائحين من كل بلدان العالم، لكي يشاهدون هذه الطبيعة الساحرة، التي تحتوي على مياه وجبال في نفس الوقت، ومن أهم تلك المعالم نذكر ما يلي:
المويهات منطقة أثرية متميزة
تُعد هذه المنطقة من أحدث المناطق الأثرية التي اكتشفتها دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان هذا في العام 1986، وتمّ العثور عليها تحت طبقات الأرض، حيث كان هناك أعمال للبناء في تلك المنطقة، وسرعان ما اكتشف العمال وجود أبنية تحتية في هذه المنطقة، وعندما تمّ الكشف الأثري عنها، وجدوا أن بها آثار وثقافات تدل على الحضارة داخل الإمارات.
كما وجدوا بها مقبرة لحقبة أم النار، وهي حقبة زمنية تاريخية تحمل نفس الاسم، وقد عثروا على سفن تمّ صنعها من النحاس والسيراميك، وقد تمّ ترك المنطقة بعد عمل الترميمات المناسبة لها، ونقل بعض الآثار لمتحف عجمان الشهير، وبذلك أصبحت تلك المنطقة الأثرية المتميزة، هي منطقة جذب لمن يعشق الثقافات القديمة ومعرفة التاريخ ومشاهدة الآثار المتميزة.
المحمية الطبيعية الزوراء
توجد تلك المحمية الطبيعية بشمال إمارة عجمان، وتُعد جزء مهم من المجمع السكني الزوراء، وتتمتع المحمية بتكامل النظام البيئي بها، لأنها تحتوي على أنواع نادرة من الغابات، التي تُعرف باسم المنغروف، أما عن مساحة المحمية فتبلغ حوالي أكثر من مليون متر مربع، ويعيش عليها الكثير من أنواع الحيوانات والطيور، كما يوجد بها حياة بحرية غنية بالأسماك النادرة والكائنات البحرية أيضًا.
وقد اكتشف علماء الأحياء أن هناك أكثر من ستين ألف نوع موجود في المنطقة من الطيور، وكلهم يعيشون بشكل دائم داخل المحمية، وقد عملت القيادة بتزويد تلك المحمية، بكل العوامل التي تساعدها على وجودها، فأصدرت القوانين الصارمة بعدم الصيد في تلك المنطقة، أو المناطق المحيطة بها.
كما وفرت أساليب النظافة، لكي تكون بيئة مناسبة لحياة الطيور والحيوانات والأسماك، ولوجود تلك المحمية داخل الإمارة، مردود إيجابي جدًا، حيث يتوافد عليها الباحثين وكذلك السائحين، بالإضافة إلى السكان المحليين، الذين يجدون عليها الهدوء والسكينة.
متحف المنامة بإمارة عجمان
يطلق على متحف المنامة حصن المرير، ويقع بمنطقة المنامة، التي تبتعد عن الإمارة بمسافة سبعين كيلو متر، ولعلّ أهمية هذا المتحف أنه كان في الماضي البعيد، يمثل الحصن للجنود بعهد الشيخ راشد بن حميد النعيمي.
ويحتوي على بئر وبرج للحراسة، وداخل المتحف سبعة من الغرف الكبيرة، بها معروضات معظمها محلية، تبرز فن المعمار التقليدي بالإمارات، وكذلك التراث العربية الأصيل، وأسلحة من تلك الحقبة البعيدة.
منطقة المربط
من أجمل الواحات الموجودة بقلب الصحراء، حيث تحيط بها كثبان رملية، وأماكن تصلح لهواية ركوب الخيل العربي الأصيل، وقد تمّ بناء هذا المربط بإمارة عجمان بالعام 2002، وذلك عندما أمر الشيخ عمّار بن حميد النعيمي ولي العهد بالإمارة.
وتتمتع هذه المنطقة بوجود ممرات واسطبلات للخيول العربية الأصيلة، بتصاميم تقليدية، تعكس مدى عراقة المنطقة، ويأتي إلى هذه المنطقة سائحين من كل بلدان العالم، لممارسة هواية ركوب الخيل والتدرب عليها، كما يستضيف المربط العديد من الفعاليات العالمية، التي تخص الخيول.
الاهتمام بالتعليم في إمارة عجمان
تهتم الإمارة كثيرًا بالتعليم والمؤسسات التعليمية، لأنها تؤمن أنه ركيزة التقدم الأساسية، من أجل صناعة أجيال تستطيع أن تستمر في السير والعطاء، لطريق التنمية والتطور، الذي تتخذه الإمارة منهجًا لها، وعلى ذلك اهتمت الإمارة اهتمامًا بالغًا بمجال التعليم ومؤسساته.
وهذا يظهر بشكل واضح، من خلال النمو المتسارع في أعداد الهيئات التعليمية، والمدارس التي تم إنشائها، والاهتمام بكافة المراحل التعليمية المختلفة، وقد وصل العدد الكلي للمدارس بالإمارة، لأكثر من اثنين وأربعين مدرسة تتبع الحكومة، وأيضًا بعض المدارس الخاصة التي بلغ عددها واحد وعشرين، والتي تمّ توزيعها بين سبعة عشر مدرسة للإناث فقط، وأخرى للذكور.
كما يوجد مدارس مختلطة، تقدم خدماتها التعليمية المتميزة، لأكثر من خمسة وسبعين ألف طالب على مستوى الإمارة، كما تضم الإمارة جامعة من أهم الجامعات وهي جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، إلى جانب الجامعة الدولية بريستون.
وتلك الجامعتين لعبت الدور الأبرز في وجود دفعات من الطلبة، الذين يمثلون كوادر بشرية، سوف تساهم بشكل كبير في التطور الذي تشهده الإمارة، بل والتطور الذي تشهده الإمارات العربية المتحدة ككل.
مراحل تطوير التعليم في إمارة عجمان
انطلقت الإمارة نحو تطوير التعليم بقطاعاته المختلفة منذ عام 1988، فقد أصدر الشيخ حميد، مرسوم أميري لإنشاء جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، التي استطاعت خلال أعوام قليلة، أن تنال الاعتراف الدولي بها كمؤسسة للتعليم، تقدم شهادات عالية للكوادر التي سوف تدير عجلة التنمية في المستقبل.
والجامعة بها عديد من تخصصات الكليات المختلفة، التي تخطت الواحد وعشرين تخصص، في جميع الفروع، منها الإنسانية والتقنية والعلمية والاجتماعية.. وغيرها، كما تمّ إضافة ثمانية من التخصصات الجديدة، منها الهندسة والديكور والصيدلة والاتصال الجماهيري والتقنيات التكنولوجية الحديثة والتداوي بالأعشاب.
فضلًا عن إقامة فرع خاص من أجل دراسة السوق العقاري داخل الإمارة، وتقديم مشروعات سكنية وإدارية وطبية على أعلى مستوى، كل هذا يأتي مع المزيد من افتتاح الكليات المتميزة، مثل كلية الخليج الطبية، وهي كلية رائدة في مجال الطب.
وتقوم الكلية سنويًا بتخريج أطباء ومتخصصين في مجالات طبية متعددة، وتدريبهم على أحدث معدات الطب والأجهزة وكذلك المختبرات، وقد افتتحت الإمارة كلية التعاون الخليجي، التي تتخصص في علم الإدارة والدراسات العليا، كل هذا من أجل التطوير والتنمية المتكاملة داخل الإمارة المتميزة.
الخدمات الصحية في إمارة عجمان
شهدت الإمارة اهتمام خاص بالقطاع الصحي، الذي شهد تطور ملحوظ مؤخرًا، وذلك بسبب الدعم من القيادة في الإمارة، لكي تجعل من مجتمع الإمارة مجتمعًا متكاملًا، يستقبل نمو سكاني مستمر ومتزايد، ومستشفى الشيخ خليفة بن زايد، يعتبر من أحدث المؤسسات الطبية، التي تمّ افتتاحها في الإمارة، وقد تمّ تجهيزه بمعدات حديثة ومعامل طبية وكوادر ذات خبرة.
كما تمّ بناء المستشفى الكويتي، إلى جانب مستشفى جي إم سي، الذي يتبع كلية الخليج الطبية، كل هذا يعمل مع نخبة أطباء متميزين، ومشرفي صحة، إلى جانب المعاهد الطبية العليا، التي تخرّج سنويًا التمريض الممتاز، ولعلّ القطاع الصحي يشهد أيضًا نموًا ملحوظًا في العيادات الخارجية في كل التخصصات.
ممّا يجعل الإمارة مجال من أجل الاستشفاء من كل دول العالم، وعندما نتحدث بالأرقام فإننا نجد أن الإمارة تمتلك سبعة من المستشفيات الدولية الصحية، إلى جانب تسعة وأربعين عيادة خاصة، فضلًا عن أكثر من أربعة وسبعين وحدة تجارية من أجل إقامة الصيدليات.
وهكذا استطاعت كل هذه الأعداد من المنشآت الصحية، أن تقدم خدماتها لأكثر من مائة وتسعين ألف من المرضى المحليين، وكذلك عدد يقارب هذا العدد من الأفراد من أنحاء العالم أجمع.
اقتصاد إمارة عجمان
شهدت الإمارة في الفترة السابقة، نموًا ملحوظًا في الجانب الاقتصادي، حيث استطاعت أن تكون في المركز الثالث، من بين كل الإمارات السبعة، من حيث النهضة الصناعية التي شهدتها، لأن الإمارة تشتهر بوجود أكبر ورشة تقوم بإصلاح السفن، وذلك ليس فقط على مستوى دولة الإمارات، بل على مستوى العالم أجمع، ممّا جعلها تنمو اقتصاديًا بشكل ملحوظ ومنفرد.
أما بالنسبة للجانب الاستثماري داخل الإمارة، فقد تميز بالازدهار، وذلك لأن الإمارة تتبع سياسة الدولة في النمو السريع، وتوفر سوف استثماري صالح من خلال إقامة العديد من المشاريع السكنية والتجارية والإدارية أيضًا، وهناك عدد كبير من شركات التطوير العقاري، التي ركزت على الإمارة، فجعلتها تنمو اقتصاديًا وتزدهر، حتى تفوقت على نفسها، وزادت كفائتها الاستثمارية.
وقد اهتمت القيادة في الإمارة بمجال الصناعة اهتمام كبير وملحوظ، حيث قامت بإنشاء أكثر من 550 من المنشآت الصناعية، والتي بلغت استثماراتها حجم ضخم من ملايين الدراهم، ومن أكبر تلك المؤسسات الموجودة في الإمارة هي مجموعة الشعالي الصناعية، وفي مجال الاستثمار العقاري، الذي يعتبر هو الثورة الحقيقية الاقتصادية داخل إمارة عجمان.
حيث يشهد هذا المجال نمو كبير وتطور، ويعود الفضل لهذا التقدم لمؤسسات التطوير العقاري الاستثماري، التي مثلت انتقالة جديدة في حياة الإمارة، من حيث الوحدات السكنية المطروحة والمشاريع العملاقة، وقد بلغ عدد الوحدات السكنية داخل الإمارة أكثر من 20 ألف مبنى، متعدد الأنواع، فمنها الشقق السكنية والبنتهاوس والتاون هاوس والاستوديوهات والفلل والقصور الفخمة.
ولم تنسى الإمارة النشاط الزراعي، الذي أيضًا كان سببًا في التطور الاقتصادي السريع، حيث أن الإمارة تعتمد على الزراعة لمساحات شاسعة من الأراضي، فضلًا عن الثروة الحيوانية المتميزة، ووفقًا لآخر الإحصائيات التي تمّ عملها في عام 2005، فقد بلغ العدد الكلي للثروة السمكية داخل الإمارة بأكثر من ثلاثة آلاف طن، هذا بالإضافة إلى امتلاك الإمارة لمئات القوارب المتخصصة في الصيد والسفن.