إمارة الفجيرة هي إمارة تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتكون من سبعة إمارات مستقلة، وتعتبر الفجيرة هي الوحيدة التي لا تتواجد أراضيها بسواحل الخليج العربي، بل توجد الأراضي التابعة لها على بحر عمان، الذي يخرج عن منطقة مضيق هرمز من ناحية الشرق، التي تطل على شبه الجزيرة العربية.

ونجد أن بحر عمان يحدها من الناحية الشرقية، أما الغربية فتوجد إمارة رأس الخيمة وأيضًا الشارقة، وجنوبًا توجد مدينة كلبلاء التي تقع بإمارة الشارقة. ويتولى قيادتها سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، وولده هو ولي العهد الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، وعاصمة إمارة الفجيرة هي مدينة الفجيرة أيضًا.

ويقع بها المقر لحاكم الإمارة وكافة المصالح الحكومية، والمؤسسات الكبرى وكافة الشركات الصناعية والتجارية.. وما إلى ذلك، وفي هذا الموضوع سوف نتعرف أكثر على هذه الإمارة المتميزة، وما شهدته من تطور وأهم المعالم السياحية الموجودة بها.

تاريخ إمارة الفجيرة وسبب تسميتها

تتمتع الإمارة بالتضاريس الجبلية الكثيرة، وهذا كان السبب في أنها وجهة كل مَن يعشق رياضة الدراجات في الجبال، وأيضًا رياضة تسلق الجبال، وتعتبر الإمارة هي المركز الحقيقي للمغامرات في دولة الإمارات بالكامل، حيث تقوم بنشر وتشجيع الرياضات المتعددة، لخوض المغامرات البحرية والجبلية، وكافة المغامرات التي يعشقها السائحين وأفراد الإمارة أيضًا.

وقد كانت الإمارة معزولة عن دولة الإمارات لفترة من الزمن ليست بقليلة، وذلك لأنها تحتوي على سلاسل من الجبال الحجرية، التي جعلت دولة الإمارات تنقسم إلى قسمين، القسم الأول يبدأ من إمارة رأس الحكمة، ويصل إلى مدينة العين، أما القسم الثاني فكانت بدايته بعام 2011، عندما تم افتتاح شارع الشيخ خليفة السريع، الذي جعل منطقة أخرى تتصل بالإمارة من خلال مدة زمنية تصل إلى نصف ساعة.

سبب تسمية الإمارة

سبب تسمية الإمارة بهذا الاسم، فهناك بعض الآراء الكثيرة في هذا الأمر، نذكر منها:

  • الاسم يعود إلى وجود جدول من المياه، تمّ إطلاق هذا الاسم عليه من قديم الأزل، لأنه يقع خلف جبل شاهق.
  • هناك من يعتقد أن سبب الاسم هو نفس إسم عائلة حاكمة، كانت تحكم تلك المنطقة، وهي عائلة الفجر.
  • تخمين آخر لسبب الاسم، هو أن هذه المنطقة الجبلية، ينفجر منها عيون الماء في قلب الجبال، لذلك تم إطلاق هذا الاسم عليها، لأنها أنقذت السكان من العطش والفقر.
  • الرأي الأصح، هو ما أطلقه المؤرخين الذين قالوا أن سبب هذا الاسم، هو تفجر ينابيع مائية آتية من تحت بعض الجبال الموجودة بها.

تاريخ إمارة الفجيرة

تمتلك الإمارة أهمية تاريخية، تعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام ق.م، وفي ذلك الوقت كان السكان عبارة عن صيادين ورعاة أغنام، يعيشون في تلك المنطقة، وقديمًا كان يطلق على الإمارة اسم أرض عمالقة البحار، والسبب في هذه التسمية، أنها كانت موطن أصلي، لكل المهاجرين من شرق وجنوب الجزيرة العربية، الذين يأتون إلى سواحل الشام، ويقيمون في تلك المنطقة.

وقد قامت في سواحل الشام في هذا الوقت، حضارة الفينيقيين المعروفة، أما عن سبب التسمية الآخر، فهو أن هؤلاء السكان كانوا بارعين في ركوب البحر وقيادة السفن، أما عن أول أسرة حاكمة سكنت الإمارة، فكانت بسلطنة عمان، ووصل الأجداد إلى تلك الإمارة وأصبحوا حكامًا بها.

ومنذ ذلك الحين أصبح الحكم وراثي، لكن لا تتجاوز مدته سبعة سنوات فقط، ولكن استثناءًا جاء الشيخ حمد بن عبدالله والد الشيخ محمد، ليحكم الإمارة لمدة خمسين عام، وقد بدأت ملامح الإمارة تضح بشكل كبير في عام 1808، حين قام الشيخ محمد بن مطر، زعيم القلعة الشرقية في هذا الوقت، وبنى حول الإمارة مدينته القديمة، التي كانت حصن لكل مَن يحتمي بها.

ثم بعد ذلك توالت الأسر الحاكمة حتى جاء العام 1952، لتتغير المفاهيم، ويصبح مفهوم التنمية من أهم سياسات وخطط الأسرة الحاكمة، التي سخرت إمكانيات ضخمة لتحقيق هذا المفهوم، وقد تم إنشاء محاكم شرعية، ومدارس بمختلف المراحل التعليمية، وامتلأت الإمارة بالخدمات الطبية المتميزة، إلى جانب النشاط الثقافي المتمثل في المكاتب العامة.

وبعد ذلك بدأت الدولة في تخطيط الطرق والمواصلات، حتى أصبحت الإمارة، من أوائل الإمارات التي تنضم لِما يسمى تشكيل الاتحاد، وهو تشكيل يعطي لها العديد من المميزات السياسية والمكانة الدولية، وبعد أن تم قيام دولة الإمارات مستقلة كدولة اتحادية للسبع إمارات، قرر الحاكم عقد التصالح بين الستة إمارات الأخرى، وهي الشارقة ودبي وأم القيوين وعجمان وأبوظبي.

اقتصاد إمارة الفجيرة

تقوم الحياة الاقتصادية داخل الإمارة، على النشاط الزراعي والثروة السمكية، وتزدهر الزراعة داخل الإمارة، من خلال الاستفادة من الأمطار، والمياه التي تتساقط من القمم العالية للجبال، وتعتبر أرض الإمارة أفضل أرض زراعية موجودة في المنطقة بالكامل، واكتسبت الإمارة المكانة الاقتصادية الهامة، لأنها منفذ وحيد للدخول إلى المحيط الهندي.

وقد عملت القيادة داخل الإمارة على اتخاذ قرارات سريعة في مجالات التنمية المختلفة، ومنها التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ممّا جعل الإمارة بالفعل تشهد التحول السريع، الذي جعل من الإمارة القبلة الأولى للسائحين من كل دول العالم، لأنها تملك اقتصاد عالمي تنافسي.

وتشتهر الإمارة أيضًا بأنها تقدم خدمات تخص مجال النفط والبترول، على المستوى العالمي والمحلي، والإمارة تحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم في مجال وقود السفن وتزويدها بعد دولة سنغافورة، كما اتخذت المرتبة الثالثة على مستوى العالم، فيما يخص تخزين النفط وكذلك مشتقاته البترولية.

وقد تم افتتاح أول رصيف ناقلات نفط عملاق في العالم، بعمق عالمي تم تكلفته حوالي 650 مليون درهم، كما يعتبر الميناء الموجود بالإمارة، أهم الموانئ التي تقوم بشحن الماشية إلى مختلف أنحاء العالم.

وتشتهر الإمارة كذلك بصناعة المحاجر، فتمتلك الكسارات العملاقة التي تقوم بتفتيت الحجر، وإعداده من أجل مواد البناء، من أجل أن تسد احتياجات سوق العقارات في مجال البناء والإنشاء بإمارة دبي وأبوظبي، وهذا يوفر ناتج محلي ضخم سنويًا للإمارة، ترتفع قيمته سنة تلو الأخرى، أما فيما يخص تجارة الإمارة الخارجية، فهي أيضًا في ازدياد لافت للنظر.

السياحة في إمارة الفجيرة

تتمتع إمارة الفجيرة بمميزات سياحية كثيرة، حيث يتواجد بها شواطئ رائعة، ممتدة بامتداد شريطها الساحلي الطويل، كما يوجد بها جبال شاهقة تلاصق شواطئ البحر، في الكثير من المناطق الموجودة بها.

فضلًا عن أودية طبيعية، وأفلاج بمناظر ساحرة، ولأنها تقع بالجانب الشرقي من دولة الإمارات، فتتمتع بمناخ معتدل وطبيعة متنوعة في الزراعة، كما أنها تختلف تمامًا عن بقية الإمارات، وهذا جعلها الوجهة الأولى في مجال السياحة، خاصًة سياحة الاستجمام والاسترخاء.

وأهم مناطق توجد بالإمارة هي منطقة دبا، التي تكثر بها مشاريع الثروة الحيوانية والزراعة، كما أنها من المناطق الشهيرة بهواية الصيد، وسوف نتعرف معًا في السطور القادمة، على أهم المعالم الموجودة داخل تلك الإمارة الساحرة، فيما يلي:

معالم الاستشفاء

تتمتع الإمارة بوجود عيون مياه معدنية وكبريتية، يأتي إليها السائحين من معظم دول العالم، وذلك لأنهم يريدون السياحة الاستشفائية، التي تخلصهم من أمراض جلدية، وكذلك الأمراض التي تصيب المفاصل، كما أن تلك العيون المعدنية والكبريتية، تتواجد داخل مناطق بحرية متميزة.

وهذا يجعل هناك جذب كبير لمعظم الرياضات التي تخص البحر، مثل السباحة، التزلج على المياه الطبيعية، سباق القوارب العالمي، ماراثون صيد الأسماك، وهي بطولة يتم عملها سنويًا، من أجل مَن يصطاد أسرع من الفرَق.

مواقع أثرية

قامت القيادة داخل الإمارة بعمل ترميمات هامة، لكثير من المواقع الأثرية، لكي تُعيد تأهيلها وفقًا لِما تم التوصل إليه من الأساليب العلمية الدقيقة، ولكي تُعيد الإمارة إلى شكل سابق جذاب، كما كان الهدف أيضًا هو إعادة صورة الجدود بكل ما تحمله من عراقة، لذلك تم عمل ترميم لمجموعة من القلاع، من خلال استخدام صخور البازلت الموجود بكثرة داخل الإمارة.

كما عملت القيادة على ترميم المسجد القديم وقصور الحكام الموجودين، ولعلّ من أشهرهم هو بيت الشيخ محمد بن حمد الشرقي، أما عن أهم ما يحتوي عليه تراث الإمارة فهو حديقة عين مضب، التي استطاعت أن تجعل صورة الماضي بملامحه العريقة وتفاصيله الرائعة في الحاضر.

فتحتوي تلك الحديقة على مساكن قديمة وأدوات طبخ وطعام، كان الأجداد يستخدمونها، فضلًا عن عرض لأساليب ري قديمة، منها دوران الثيران من أجل استخراج الماء وسقي الزرع.

عين الغمور

هذه العين وهي عين الغمور، هي الأكثر زيارة من السكان المحليين لدولة الإمارات العربية المتحدة وكذلك السائحين، والسبب في ذلك ليس فقط في أنها تقوم بمعالجة أمراض بالفعل، بل السبب الحقيقي هو سحر موقع هذه العين.

فهذه عين مياه ولكن تغطيها أشجار من نوع خاص، وهو شجر السدر، إلى جانب شجر الأراك النادر، والنخيل الذي يحيط بها، ومن الأشياء الغريبة الموجودة عند تلك العين، أنه عندما يقترب المرء منها تزداد رائحة الكبريت، ويزداد جري المياه، فيجد الزائر أن المياه تنساب حول الوادي بكثرة، وتكون ذات لون أبيض جدًا.

وتترسب تلك المياه بشكل كبير، عندما تقترب درجة حرارة جسم انسان، فترتفع درجات الحرارة عن المألوف، لتصل إلى ستين درجة، وعلى الزائر الذي يسعى إلى العلاج، أن يغمر المنطقة التي يريدها.

وهنا يحدث تفاعل كيميائي بين الجسم وبين المياه، التي سرعان ما تنخفض حرارتها، وهكذا يحصل الزائر على الشفاء، والجدير بالذكر أنّ؛ تلك العين كان لها دور فعال، في شفاء ضمور العضلات، أمراض الروماتيزم، أمراض المفاصل، أمراض جلدية مستعصية.

وادي الوريعة أجمل وديان إمارة الفجيرة

تمّ إطلاق وادي الوريعة على هذا الوادي، نسبًة لنبات ينمو في ذلك الوادي بكثرة، وهو نبات الورع، والإماراتيون يطلقون على القصب اسم الورع، لكن نبات الورع في هذا الوادي، يعشق الماء بنهَم، لذلك تجده منتشرًا في هذا الوادي، حتى في مياه البِرَك داخل المنطقة، ومنطقة الوادي تبعد عن الإمارة بحوالي خمسة وأربعين كيلومتر.

ويمتلك الوادي شلالات طبيعية تنفجر من الجبال، ممّا جعلها منطقة للمحميات الطبيعية، التي عملت القيادة بالإمارة، على إقامة أسوار لها، لأن بها كثير من الطيور البرية والحيوانات، كما يوجد بها أعداد من الحشرات والبرمائيات النادرة، لكن أكثر ما يتميز به وادي الوريعة هو الطبيعة النادرة، التي تقوم بتخزين مياه الأمطار، صيفًا داخل الجبال، حتى يأتي الشتاء فيتم صب المياه صبًا من الجبال إلى الأودية.

الرياضة في إمارة الفجيرة

سوف نستعرض معًا أهم الرياضات، التي تشتهر بها الإمارة، والتي لاقت تشجيع كبير من القيادة الحكيمة، لكي تساهم تلك الرياضات التي تتناسب مع طبيعة الإمارة، في جذب أكبر عدد من السائحين حول العالم، وكانت النتيجة من هذا الاهتمام، هو قيام الإمارة باستضافة بطولات عالمية لمعظم الرياضات التي قامت بدعمها بشكل كامل، ومن أهم هذه الرياضات، ما يلي:

التايكواندو

اشتهرت الإمارة بممارسة رياضة التايكواندو، فأقام الحاكم نادي الفجيرة لتلك الرياضة، وبعد فترة قليلة من إنشائه تمّ اعتباره نادي أول على المستوى المحلي لدولة الإمارات، وقام فريقه بالاشتراك في بطولات عربية ودولية، وقد حقق النادي نتائج كبيرة خلال مشاركاته العالمية.

ممّا جعل ولي العهد للإمارة يقوم باستضافة بطولات عالمية لتلك الرياضة الممتعة، والآن أصبح نادي الفجيرة، هو نادي رسمي ومقره الإمارة، كما يضم النادي مركز ثقافي وتدريبي لمن يهوى هذا النوع من الرياضات.

رياضات بحرية

اشتهرت الإمارة بالاهتمام بأي رياضة بحرية، وإتاحة ممارستها من خلال توفير المساحات التي تلائمها، فقامت بإنشاء حمامات سباحة بمقاييس عالمية، ووجود خبراء لتدريب مَن يعشق هذه الرياضة، كما أنها أيضًا استضافت بطولات عالمية، وشاركت كذلك في بطولات خارج الدولة.

فضلًا عن تشجيع هواية الغوص، وإقامة العديد من المراكز التدريبية، والمناطق المتاح بها ممارسة هذا النوع من الهوايات، وقد قامت القيادة أيضًا بالاهتمام بهواية الصيد، وإتاحة أماكن توجد بها أسماك رائعة.

فضلًا عن رياضات بحرية أخرى، مثل رياضة التزلج على الأمواج، والتزلج الهوائي، وممارسة التجديف، لذلك ليس من العجب إقامة الكثير من الفنادق الضخمة، ومكاتب السياحة التي تقوم بتنظيم رحلات، من أجل الاستمتاع بتلك الرياضات المتعددة، التي تشجعها هذه الإمارة الرائعة، وقد قام ولي العهد بتأسيس نادي بحري دولي، من أجل إقامة بطولات عالمية عليه.

ماراثون الفجيرة

وهو ماراثون يتم إقامته سنويًا، ويتم فيه دعوة الآلاف من العدائين المحترفين، وكذلك الهواة، والذين يشتملوا على النساء والرجال من أي عمر وأي جنسية، لذلك نجح هذا النوع من الرياضات، وأصبح يقام سنويًا، ومؤخرًا تمّ انضمام ذوي الهمم لهذا الماراثون العالمي، إلى جانب النساء الحوامل، ولذلك أصبحت الإمارة محط أنظار من العالم أجمع، نظرًا لتقدمها وتطورها السريع.

compare0
messenger